تحليل لقرار لينو: المدرب ناجلسمان يتناول أزمة الماكينات بهدوء وثقة
في سابقة أثارت الكثير من الجدل داخل أروقة المنتخب الألماني، جاء قرار بيرند لينو، حارس مرمى فريق فولهام الإنجليزي، برفض الانضمام إلى قائمة المنتخب استعدادًا لمباريات دوري الأمم الأوروبية. تلك الخطوة لم تكن مجرد تصرف فردي، بل هي تعكس مجموعة من التحديات التي يواجهها المنتخب الألماني ومدربه يوليان ناجلسمان.
في تصريحاته الأخيرة، أكد لينو أنه قد أجرى محادثة هاتفية مع ناجلسمان ومدرب الحراس أندرياس كرونينبرج، حيث أبلغهما أنه في حال عدم ضمان مشاركته كأساسي، فإنه يفضل عدم الانضمام للمعسكر. هذه التصريحات تشير بوضوح إلى حالة الصراع الداخلي التي تعاني منها الماكينات، في ظل عدم استقرار التشكيلة.
يُعتبر لينو، الذي شارك في تسع مباريات دولية فقط، الخيار الثالث في حراسة مرمى المنتخب الألماني، خاصة بعد اعتزال الأسطورة مانويل نوير اللعب الدولي بشكل رسمي، ووجود إصابة طويلة الأمد للاعب برشلونة مارك أندريه تير شتيجن. يستشعر لينو بالتأكيد ضغوطًا كبيرة في ظل المنافسة الشديدة على مركز الحارس الأساسي.
وبخصوص هذا القرار، قال المدرب ناجلسمان في مؤتمر صحفي استعداداً لمواجهة البوسنة والهرسك: "ما أثير حول رفض لينو هو أنه طلب أموراً لم أستطع تلبيتها. قدّمت له وجهة نظر مثيرة للاهتمام ولكنه لم يكن سعيدًا بذلك، وفي النهاية، يجب على كل فرد أن يقرر مصيره بنفسه".
تعليق المدرب يعكس دبلوماسية نادرة في عالم كرة القدم، حيث أظهر عدم رغبته في غلق الأبواب في وجه اللاعبين، ولكنه لم يخفِ أيضًا أن لينو لم يُظهر الرغبة الكافية للانفتاح على الفرصة المتاحة.
ومع بقاء تير شتيجن غير جاهز، واعتزال نوير، قام ناجلسمان باختيار ثلاثة حراس مرمى لقائمة المانشافت في هذه الفترة، وهم أوليفر باومان من هوفنهايم، ألكسندر نوبل من شتوتجارت، ويانيس بلازويتش من ريد بول سالزبورج. هذا الاختيار يبين أن المدرب يسعى لبناء فريق يجمع بين الخبرة والطموح الشاب.
تستعد الماكينات الألمانية لمواجهة مضيفها منتخب البوسنة والهرسك في مباراة مهمة مساء الجمعة على ملعب بيلينو بولي، ضمن الجولة الثالثة من المجموعة الثالثة في المستوى الأول لدوري الأمم الأوروبية. بعد ذلك، سيعود الفريق إلى ميونخ لمواجهة المنتخب الهولندي في لقاء آخر يتطلّب تقديم أداءٍ مميز.
بلا شك، هذه المرحلة تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرات يوليان ناجلسمان كمدرب، ونظرًا للظروف الحالية، فإن إدارة الأزمات بذكاء وتواصل فعال مع اللاعبين ستكون مفتاح النجاح خلال الفترة المقبلة. فهل سيتمكن المنتخب الألماني من تجاوز هذه الأوقات الصعبة واستعادة بريقه في سماء كرة القدم العالمية؟ هذا ما ستظهره الأيام القادمة.