هل يدرك المدرب الإيطالي الكارثة التكتيكية التي يتسبب بها مع المنتخب السعودي؟
في عالم كرة القدم، تُعتبر الخيارات التكتيكية للمدربين من أبرز العوامل التي تحدد نجاح أو فشل الفرق. يتساءل الكثيرون عما إذا كان المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني، المدير الفني لمنتخب السعودية، قد أدرك تأثير الاختيارات التي يقوم بها على أداء الفريق. فقد جاءت بعض التصريحات من النقاد الرياضيين لتسلط الضوء على نقاط الضعف في أسلوبه التدريبي، مما أثار حالة من الغضب في الوسط الرياضي السعودي.
ملاحظات النقاد
أحد أبرز النقاد الرياضيين الذي انبرى للتعبير عن ثقته في صحة هذه الملاحظات هو المصري أحمد حسام "ميدو"،الذي حاول نقل رسالة مباشرة لمانشيني حول الأسباب التي تثير استياء الجماهير السعودية. لقد كانت حالة الإحباط في أوساط الجماهير جلية بشكل خاص بعد التعادل الصعب أمام إندونيسيا (1-1) والفوز الهامش أمام الصين (2-1) في الجولتين الأولى والثانية من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026.
الغضب من الخيارات التكتيكية
واحدة من النقاط المثيرة للجدل هي الطريقة التي يعامل بها مانشيني نجم الهلال، سالم الدوسري. حيث يقوم بدفعه للعب في مركز خلف المهاجم بدلاً من مركزه الأصلي كنجم للجناح الأيسر. يبرز هذا الخيار بشكل واضح في أدائه، ويقيد إبداعه وقدرته على تشكيل خطورة على الفرق المنافسة. وتعتبر هذه التغيرات التكتيكية من أسباب تدهور أداء الفريق، مما يزيد من حالة الاستياء من قرارات المدرب.
الأداء المذهل في الدوري
في مباراة الهلال ضد الاتحاد (3-1)، شهدنا عودة سالم الدوسري إلى مستواه المذهل، حيث أبدع وأظهر قدراته الفنية العالية. ومع ذلك، هذه العروض القوية في الدوري لم تنجح في إقناع المدرب مانشيني بتغيير طريقة استخدامه للدوسري في المنتخب. هنا، خرج خالد الشنيف، مقدم برنامج "دورينا غير"، عبر وسائل الإعلام ليطالب بالإصرار على إعادة الدوسري إلى مركزه الأصلي. ولكن، ولسوء الحظ، فإن اللغة الإيطالية تشكل عائقًا أمام الشنيف في توصيل هذه الرسالة الفعالة إلى المدرب.
جسر التواصل بين الفهم والتطبيق
ومع وجود هذه العوائق في التواصل، قرر ميدو التدخل، مستغلًا خبرته في الدوري الإيطالي، ليقوم بإيصال الرسالة بلغته الأم. هذه الجهود تعكس أهمية دور النقاد الرياضيين في التأثير على قرارات المدربين، وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهها اللاعبون بطريقة قد تساهم في تحسين الأداء العام للمنتخب.
استحقاقات قادمة
مع اقتراب المباريات الهامة ضد اليابان والبحرين في 10 و15 من أكتوبر المقبل، يواجه المنتخب السعودي اختبارًا حقيقيًا. ستكون هذه المباريات بمثابة فرصة لمراجعة الأداء وتقديم مستوى يتماشى مع تطلعات الجماهير. ومع الضغوط المتزايدة على مانشيني لتصحيح المسار، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سيستجيب المدرب لأصوات الجماهير والنقاد، أم سيستمر في اتباع نهجه الحالي؟
في نهاية المطاف، يبقى الأمل معقودًا على فرقة الأخضر لبلوغ المراكز المتقدمة في تصفيات كأس العالم، ولكن يتطلب ذلك تغييرات تكتيكية ذكية وعادلة تتناسب مع إمكانيات النجوم في الفريق، خاصة في ظل وجود لاعب مثل سالم الدوسري الذي يمتلك مهارات فنية عالية تستحق تواجداً فعالاً على المستطيل الأخضر.