مسألة الأمن الرياضي في إيطاليا: ظلال العنف على جماهير إنتر وميلان
تحتل إيطاليا مكانة بارزة في عالم كرة القدم، حيث يتجمع المشجعون من مختلف الأندية حول الحب الكبير للعبة الأكثر شعبية في العالم. إلا أن هذا الحب يتحول أحيانًا إلى انقسام وعنف، كما هو الحال في الأحداث الأخيرة التي هزت البلاد.
في ظل تصاعد عمليات العنف والشغب بين جماهير الأندية، أفادت التقارير الصحفية أن الشرطة الإيطالية نفذت، يوم الإثنين الماضي، عمليات اعتقال مفاجئة طالت 19 من مشجعي ناديي إنتر وميلان. وقد شملت الاعتقالات شخصيات بارزة من جماعة الأولتراس، الأمر الذي أثار تساؤلات عدة حول الأسباب والدوافع وراء هذه الإجراءات.
الاعتقالات وارتباطها بالمافيا
وفقًا لما ذكرته صحيفة "كالتشيو إي فينانزا"، فقد جرت هذه الاعتقالات في إطار التحقيق في اتهامات تتعلق بالتورط في أنشطة إجرامية مرتبطة بشبكات المافيا. ويتردد أن رابطة أولتراس إنتر قامت، عقب مباراة الفريق أمام برشلونة في ديسمبر 2019، بتشكيل "تنظيم للاشتباكات"، حيث شهدت المباراة اعتداءً مُزمعاً على جماهير إنتر من قبل 60 مشجعًا كتالونيًا.
الاستعداد للصراع: مناقشات داخل الأولتراس
أشارت التقارير إلى أن هذا الحادث دفع جماعة الأولتراس إلى عقد اجتماع طارئ تم خلاله وضع خطوط عريضة لتشكيل مجموعة مخصصة لمواجهة الإعتداءات المحتملة. وقد تم وضع الأسس لتطوير القدرة على خوض المعارك اليدوية، بالتزامن مع تلقيهم تدريباتٍ حقيقية، وتحديد طرق الحصول على الأسلحة اللازمة للدفاع عن أنفسهم.
توأمة مع مشاغبين بولنديين
وفي إطار تطوير استراتيجياتهم، قام أندريا بيريتا، الرئيس السابق لأولتراس إنتر، والذي اعتُقل مؤخرًا بتهمة قتل أندريا بيلوكو، بترتيب رحلة مع مجموعة مختارة من المشجعين لبناء "توأمة" مع مجموعة من المشاغبين من نادٍ بولندي معروف بعنفه. تشير هذه الخطوات إلى اتساع نطاق هذا العنف، حيث تتأثر الأجواء الرياضية برمتها بشكل سلبي.
مباراة إنتر وبرشلونة: تاريخ المواجهات
من المهم الإشارة إلى أن إنتر ميلان كان قد واجه برشلونة في دوري أبطال أوروبا لموسم 2019-2020، حيث حقق برشلونة الفوز في المباراتين ذهابًا وإيابًا، بنفس النتيجة (2-1). لكن هذه المباراة لم تكن مجرد تصادم بين فريقين، بل كانت هي النقطة التي أشعلت روح المنافسة المفرطة بين الجماهير، مما ساهم في تفاقم ظاهرة الشغب.
النهاية: كيف نعيد لروح الرياضة بهاءها؟
إن ما يحدث في إيطاليا يعد ناقوس خطر يُثير القلق بشأن مستقبل كرة القدم في البلاد. فهل سيستطيع المسؤولون عن الأمن الرياضي وضع حد لمثل هذه الظواهر القاتلة، واستعادة روح المنافسة الشريفة بين الأندية؟ قد تتطلب الإجابة على هذا السؤال جهودًا مشتركة بين الأندية، والجماهير، والجهات الأمنية، للحفاظ على اللعبة التي أحبها الملايين.
بهذا نكون قد رصدنا تأثير العوامل المختلفة على المناخ الرياضي في إيطاليا ونستمر في التفكير في الحلول الممكنة لضمان سلامة جميع اللاعبين والمشجعين.