واقعة طرد محمد كنو تثير جدلًا واسعًا بين الإعلاميين حول العقوبات المقترحة
شهدت مباراة المنتخب السعودي مع الصين، والتي أقيمت في إطار التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، واقعة مثيرة للجدل أثارت الشغف والنقاش بين الإعلاميين. حيث طُرد لاعب الهلال والمنتخب السعودي، محمد كنو، بعد تلقيه بطاقة حمراء مباشرة في الدقيقة 19 من عمر اللقاء. هذا القرار لم يكن مجرد قرار تحكيمي، بل أدى إلى انطلاق سجال حاد حول العقوبة المحتملة التي قد تُفرض عليه نتيجة تصرفه.
تفاصيل الطرد وأثره على المباراة
تلقى كنو البطاقة الحمراء بعد أن قام بتوجيه ركلة إلى صدر لاعب وسط الصين، جيانج شينجلونج، في تصرف اعتبره الجميع "سلوكًا مشينًا". ورغم هذا الطرد، تمكن المنتخب السعودي من تحقيق الفوز في الدقائق الأخيرة من المباراة بنتيجة 2-1، ليحقق بذلك انتصاره الأول في الجولة الثانية من التصفيات بعد التعادل المخيب أمام إندونيسيا في الجولة الأولى.
شجار إعلامي حول العقوبات
أعاد قرار الطرد إلى الأذهان الأحداث السابقة التي شهدت فرض عقوبات صارمة على عدد من لاعبي المنتخب السعودي، حيث كان الإعلامي فلاح القحطاني أبرز الأصوات التي اعترضت على ما وصفه بـ "عدم العدالة" في التعامل مع كنو. فقد أعرب عن استيائه من موقف الإعلامي خالد الحصان الذي وصف طرد كنو بأنه "جميل"، موضحًا أن عدم معاقبة كنو كما جرى مع اللاعبين الآخرين في الماضي قد يُعتبر تجاوزًا.
مقارنة بين العقوبات السابقة والحالية
في فبراير الماضي، عاقبت لجنة الاحتراف لاعبي المنتخب الذين واجهوا أزمة أثناء معسكرات التدريب في كأس آسيا، حيث تم إيقاف بعضهم مع توقيع غرامات مالية، مما دفع القحطاني للتساؤل عن معايير المعاقبة، خاصة وأن كنو يعد من النجوم الذين يتقاضون رواتب عالية. يرى القحطاني أن مثل هذا التصرف يؤثر سلبًا على معنويات باقي الفريق، ويضعهم تحت ضغط كبير.
رد الحصان وتبادل الجمل السياسية
رد الحصان على اعتراضات القحطاني بطريقة كانت مثيرة للجدل، حيث أكد أن تصرف كنو يجب أن يُتحفظ عليه، لكنه لا يستحق العقوبة القاسية مثل تلك التي تعرض لها زملاؤه سابقًا. ولفت إلى أن اللاعب ارتكب خطأً في إطار اللعبة، وليس هناك حاجة لمقارنته بحالات أخرى تتعلق بأفراد حاولوا فرض أنفسهم على التشكيلة.
النهاية المثيرة للشجار
تواصل السجال بين القحطاني والحصان في حوار لم يُخفي توتره، حيث اقترح القحطاني بشكل ساخر مضاعفة المكافأة لكُنُو على "سلوكه" في الملعب، مشددًا على أنه قد يتوقف عن الظهور في التلفزيون إذا لم يتم اعتراف صديقه بدوره. هذا النقاش لم يكن مجرد جدل عابر، بل يعكس معاناة الكرة السعودية في مقابلة التوقعات العالية وأهمية الانضباط والسلوك الأخلاقي في الرياضة.
إضاءة على الأداء السعودي
بالإضافة إلى الجدل المحيط بحالة كنو، شهدت المباراة ظهورًا قويًا من اللاعبين الآخرين، خاصةً حسن كادش الذي سجل هدفين قاد بها المنتخب للفوز، ليعيد للأخضر التفاؤل في مشواره نحو التأهل لكأس العالم. يتطلع جمهور المنتخب السعودي لتحقيق مزيد من الانتصارات، أملاً في ظهور كنو بشكل أفضل في المباريات المقبلة بعد انتهاء العقوبة.
إذاً، تبقى الكرة في ملعب كنو انتظاراً لما سيصدر من عقوبات، وما إذا كانت تلك العقوبات ستكون رادعة للحد من السلوكيات غير المقبولة في المستطيل الأخضر.