ثلاث نقاط ضائعة في الوقت الضائع: تحليل مباراة روما وجنوى
في لحظات يحملها الشغف الكروي، وتشتعل فيها الجماهير بحلم الانتصار، افتتح بعض المشجعين السعوديين ظهر يوم الأحد صفحة جديدة في تاريخهم الرياضي، إذ كانوا يتطلعون بشغف لرؤية نجمهم سعود عبدالحميد يرتدي قميص روما لأول مرة. لكن، في مفاجأة لم تكن في الحسبان، اختار المدرب دانييلي دي روسي إبقاء عبدالحميد على مقاعد البدلاء للمباراة الثانية على التوالي، تاركاً الشغف والحماسة في قلوب الجمهور بلا إجابات.
مباراة اليوم، التي شهدت مواجهة الفريق الذئاب والجنوي، كانت واحدة من تلك المباريات التي تجلب لك الإحباط والغضب في نفس الوقت. استطاع فريق روما إهدار ثلاث نقاط ثمينة بعد أن فشل في تعزيز تفوقه، لينتهي اللقاء بالتعادل 1-1. كان ذلك في إطار الجولة الرابعة من الدوري الإيطالي، مما أثر سلباً على موقع الفريق في جدول الترتيب.
تفاصيل المباراة
افتتح روما التسجيل في الدقيقة 37 عبر اللاعب أرتيم دوفبيك، لكن في لحظات مثيرة للغاية، وخلال الوقت المحتسب بدل من الضائع، أحرز كوني دي وينتر هدف التعادل برأسية جميلة بعد تمريرة عرضية. تلك اللحظة الخاطفة أظهرت كيف يمكن أن تتغير الأمور في كرة القدم في لمحة بصر.
التحليل الفني
دخل فريق روما المباراة بخطة لعب 3-5-2، حيث تم الاحتفاظ بالظهير الأيمن التركي زكي تشيليك على مقاعد البدلاء حتى الدقيقة 61، بينما كان الجناح ستيفان الشعراوي يقدم دعماً دفاعياً مع الثلاثي جيانلوكا مانشيني، إيفان نديكا وأنجيلينو. هذه الخطة منحت روما الأسبقية في السيطرة على الكرة وخلق الفرص، ولكن مع التغييرات التي أجراها دي روسي في الشوط الثاني، فقد تفكك النسيج الذي بناه الفريق.
أسفرت التغييرات عن تراجع استحواذ روما على الكرة من 36.4% في الشوط الأول إلى 62.7% لصالح جنوى في الشوط الثاني. وهنا يتضح أن الفريق افتقد لوحدة الأداء والتنظيم، رغم تفوقه في الشوط الأول، الأمر الذي تسبب في إهدار النقاط الثلاث.
تحديات سعود عبدالحميد
بعيداً عن تفاصيل مباراة اليوم، تظل مشاركة سعود عبدالحميد على صفيح ساخن. اللاعب السعودي الشاب يدرك أن فرصته في المشاركة ضمن تشكيلة روما قد تفوق نظيرتيه الإنجليزي أو الإسباني، ولكنه يواجه تحديات عديدة تتطلب منه التكيف والسعي لإثبات نفسه. يبدو أن مدرب الفريق يود التعرف على إمكانياته قبل الاعتماد عليه بشكل كامل.
وفي الوقت نفسه، كانت خيارات دي روسي محل تساؤل. ربما كان من الأفضل له الاعتماد على عبدالحميد الذي يتمتع بقدرة على أداء الأدوار الدفاعية والهجومية، بدلاً من تشيليك الذي لم يثبت كفاءته بما يكفي خلال مشاركته.
نظرة عامة على المستقبل
بخلاصة القول، العثرة التي تعرض لها روما في بداية الموسم قد تكون في الواقع فرصة واعدة، إذ سيسمح للمدرب بتجربة تكتيكات جديدة حتى يتوصل إلى الأنسب للفريق. انتظار سعود عبدالحميد على مقاعد البدلاء لن يدوم طويلاً، و"الفرصة الجيدة قد تأتي من وراء الأزمات"، إذ يمتلك اللاعب السعودي كل الإمكانيات التي تؤهله ليكون جزءاً من الفريق الأساسي في القريب العاجل.
ستظل الأنظار مشدودة إلى قادم الأيام، حيث نأمل أن نشهد سعود يحقق حلمه في التواجد على أرض الملعب وإثبات ذاته كلاعب محترف في الدوري الإيطالي، الملعب الذي يضم بين جنباته تحديات وإثارة لا حدود لها.