درس لن يُنسى من ليونيل ميسي: تأملات دادي داندريا
في عالم كرة القدم، يُعتبر ليونيل ميسي رمزًا للفن والإبداع، ولكنه لم يكن مجرد نجم يتألق بمستواه العالي فقط، بل كان يحمل على عاتقه أعباء وتحديات كثيرة على مر السنين. هذا ما كشفه دادي داندريا، المدلك الرسمي للمنتخب الأرجنتيني، حيث روى بعضًا من المعاناة والتحديات التي عاشها ميسي طيلة مسيرته الدولية التي تتجاوز العشرين عامًا.
في مقابلة عميقة مع شبكة "infobae"، أشار دادي إلى الفترة الطويلة التي قضاها ميسي في المنتخب الأرجنتيني، وكيف كان يتحمل أعباء الانتقادات والسخط من وسائل الإعلام والجماهير. حيث قال: "لقد عشنا الكثير من الأوقات الصعبة في صفوف المنتخب، وكان على ميسي تحمل العبء النفسي حين تعرض للكثير من الانتقادات والهجوم، خصوصًا من الصحافة. للأسف، لم نكن ندرك على مدار السنوات العشر الماضية أن حجم الضرر الذي لحق به كان كبيرًا جدًا".
وعندما تحدث دادي عن ميسي، أشار إلى أنه للآن، وبعد مرور كل هذه السنوات، حان الوقت للاستمتاع بمواهبه الفريدة واحتضان تاريخه المتألق. يقول دادي: "لقد مررنا بعقد كامل من الزمن لم ندرك كيف نستمتع بموهبة ميسي، والآن، مع اقتراب نهاية مسيرته، لدينا فرصة لتحقيق كل شيء معه. لقد أضعنا عشر سنوات في انتقاده، لذا دعونا نستفيد من هذه اللحظة الثمينة ونحتفي بها".
كما ألقى دادي الضوء على مفهوم "الحارس الشخصي" الذي يُطلق عليه البعض في صفوف المنتخب. حيث علق قائلًا: "يقولون إنني الحارس الشخصي لميسي، لكنني أشعر بعدم الارتياح لذلك. أنا لست حارسه الشخصي. دائمًا ما كنت أخبر ليونيل بأنني لا أعتبره مجرد صديق، بل أكن له مشاعر قوية كأبن لي".
ولم تتوقف التأملات عند هذا الحد، فقد أشار دادي إلى دروس الحياة القيمة التي استمدها من شخصية ميسي. ويقول: "ميسي دائمًا ما يحافظ على هدوءه في وجه الانتقادات، وعلى الرغم من أنه كان من الصعب عليّ كمدلك تحمّل معاملته من بعض الصحفيين، كان ليونيل دائمًا يقول لي: (ما الذي يغضبك؟ يجب أن نستمر في العمل بهدوء. هناك خطأ ما يجب علينا تصحيحه، فلنعمل). هذا الدرس سيبقى معي مدى الحياة".
وأختتم دادي حديثه بالتأكيد على الخصائص البدنية المذهلة لميسي، فهو يملك قوة عضلية وقوة استثنائية في ساقيه ووسطه، مما يجعله لاعبًا فريدًا من نوعه. وأضاف: "قد يبدو ما أقوله مفاجئًا للبعض، لكن الحقيقة هي أنني رأيت لاعبين عديدين طوال حياتي، لكن كما يتمتع ميسي بهذه الصفات، فإنني لم ألقَ بديلاً له".
في النهاية، تأتي كلمات دادي داندريا لتؤكد أن ميسي ليس مجرد لاعب كرة قدم، بل هو أسطورة تحملت الكثير وألهمت العديد. قصته تُظهر أهمية دعم المواهب الحقيقية، والاحتفاء بها في كل لحظة، قبل أن تُغلق الصفحة على مسيرتها المتألقة.