ريال مدريد يتعرض لضربة قوية في الكلاسيكو: غياب جود بيلينجهام عن مستواه المذهل
يشهد نادي ريال مدريد حاليًا مرحلة صعبة، خاصة بعد الأداء المخيب للآمال الذي قدمه النجم الإنجليزي جود بيلينجهام في موسمه الثاني مع الفريق. فما كان يُعتقد أنه بداية مبشرة لقصة نجاح جديدة، تحول بسرعة إلى لغز محير يثير تساؤلات الجماهير حول أسباب تراجع اللاعب.
بيلينجهام، الذي انضم إلى ريال مدريد في صيف 2023 قادمًا من بوروسيا دورتموند، كان في الموسم الماضي بمثابة القائد الحقيقي للفريق. فقد لعب 42 مباراة، سجل خلالها 23 هدفًا وقدم 13 تمريرة حاسمة، مما جعله جزءًا لا يتجزأ من تحقيق النادي للثلاثية الشهيرة، حيث أحرز ألقاب دوري أبطال أوروبا والسوبر الإسباني والدوري الإسباني. كان أداؤه الاستثنائي خلال الموسم الماضي قد وضعه ضمن قائمة المرشحين لنيل جائزة الكرة الذهبية، حيث احتل المركز الثالث، ووضعت المقارنات بينه وبين الأساطير مثل زين الدين زيدان.
لكن مع بداية الموسم الحالي، تطور الوضع بشكل غير متوقع. تعاقد ريال مدريد مع النجم الفرنسي كيليان مبابي، مما أعطى انطباعًا بأن الفريق سيصبح "جلاكتيكوس" جديد، لكنه منذ تلك اللحظة، بدأ يُعاني. فبعد 7 مباريات فقط في الموسم الحالي، لم يستطع بيلينجهام تسجيل أي هدف، وهو الأمر الذي أثار الكثير من الجدل حول أداء اللاعب.
أسباب انهيار أداء بيلينجهام
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: لماذا يعاني جود بيلينجهام؟ هل هو وحده من يتحمل مسؤولية هذا التراجع، أم أن هناك عوامل خارجية تلعب دورًا في ذلك؟ التحليل يشير إلى أن أسباب انخفاض مستوى بيلينجهام تعود إلى تغيير طريقة لعب الفريق واستراتيجية المدرب كارلو أنشيلوتي.
على الرغم من سمعة أنشيلوتي كمدرب يستطيع استغلال قدرات اللاعبين بشكل مثالي، إلا أن التغييرات التي أجراها في تشكيل الفريق أثرت سلبًا على بيلينجهام. حيث تم تحويله من مركزه المعتاد كمهاجم دعم (مركز 10) إلى مركز لاعب وسط ارتكاز (مركز 8)، مما حرم اللاعب من حرية الحركة وفتح المساحات التي كانت تسهل له تسجيل الأهداف.
في الموسم الماضي، كان بيلينجهام يلعب خلف ثنائية الوسط توني كروس ولوكا مودريتش، مما أتاح له حرية التقدم والاندماج مع هجومي الفريق. أما الآن، ومع غياب بعض الأسماء المؤثرة مثل كروس، ارتفعت الأعباء الملقاة على عاتقه، مما أثر بشكل غير مباشر على قدراته التهديفية.
عودة بيلينجهام إلى مستواه
من المهم أن ندرك أن شخصية الفريق كمجموعة تؤثر بشكل بالغ على أداء الفرد. لذا، فإن العمل على تعزيز الانسجام والتفاهم بين اللاعبين هو أمر ضروري. يجب على أنشيلوتي إجراء تعديلات في استراتيجية اللعب لإعادة بيلينجهام إلى مركز يمكنه من استرجاع مستواه المذهل، وتحريره من الأدوار الدفاعية التي عطلته.
يُعتبر الكلاسيكو الأخير ضد برشلونة مثالًا صارخًا على هذا الوضع. فقد قُيد بيلينجهام بأدوار دفاعية وكان غالبًا ما يتواجد في مناطق بعيدة عن الهجوم، وهو ما يتناقض تمامًا مع دوره السابق في الموسم الماضي أمام نفس الخصم حيث كان يبرز كهدف هجوم رئيسي.
ضرورة اتخاذ القرار الصحيح
إذا أراد ريال مدريد استعادة بيلينجهام إلى مستواه السابق، فعلى أنشيلوتي إعادة النظر في الخطة التكتيكية واستعادة التوازن في الدور الذي يلعبه اللاعب. الأمر يتطلب تعاونًا كبيرًا بينه وبين مبابي وفينيسيوس لضمان استغلال إمكانياتهم الهجومية بشكل مناسب.
الوقت قد حان لبدء التفكير في الميركاتو الشتوي، حيث يجب البحث عن تعزيزات لخط الوسط تتناسب مع أسلوب لعب بيلينجهام، فقد تكون تلك الخطوة ضرورية لاستعادة روح الفريق.
الخاتمة
لا يمكن تجاهل أن كرة القدم لعبة جماعية تتطلب التنسيق والانضباط بين اللاعبين. ومع تراجع أداء بيلينجهام، يظهر جليًا أن ريال مدريد بحاجة ماسة لاستعادة هويته، وإعادة بناء ديناميكية الفريق، لكي يضمن النجاح في المنافسات القادمة. آمال جماهير النادي معلقة على قدرة اللاعبين والكادر الفني على تجاوز هذه المرحلة واستعادة الإبداع الذي عُرف به الملكي.