حقائق مثيرة في عالم كرة القدم: باكو رويج يكشف أسرار الرشاوى وتضليل الحكام
في حوار مثير مع شبكة "ريليفو"، فتح باكو رويج، الرئيس الأسبق لنادي فالنسيا الإسباني، صندوق أسرار فترة عمله بالنادي من عام 1994 إلى 1997. هذا الحديث لم يكن عاديًا، بل كان مشحونًا بالفضائح والقصص الصادمة عن الرشاوى التي شهدتها ملاعب كرة القدم الإسبانية، خاصة فيما يتعلق بالأندية الكبرى مثل برشلونة وريال مدريد.
جدة ورعب الرشاوى
أثارت التصريحات التي أدلى بها باكو الكثير من الجدل، خصوصًا عندما اتهم فلورنتينو بيريز، رئيس ريال مدريد، بمحاولة إرهاب الحكام. وبينما كان الحديث حارًا، سلط الضوء على موقف شخصي يخصه عندما حاول التقرب من أحد الحكام المكلفين بإدارة مباراة فريقه ضد بايرن ميونخ في كأس الاتحاد الأوروبي عام 1996.
قال باكو: "لقد فزنا في مباراة الذهاب 3-0، لكنني كنت غير مطمئن تمامًا، خاصة وأن البايرن كان يملك مجموعة رائعة من اللاعبين وكان الملعب خاصًا بهم". وفي سياق حديثه، ذكر أنه تلقى نصيحة من وكيل لاعبين يدعى توركال، الذي اقترح عليه تقديم رشوة للحكم الروسي نيكولاي ليفنيكوف.
عرض الرشوة والمواقف المختلفة
وصف باكو الموقف قائلًا: "جاءني توركال وأخبرني (باكو، الحكم الذي حصلت عليه هو ابن عاهرة، لكنني صديق مقرب له، الأمر محسوم. يجب أن تعطيني 3 ملايين بيزيتا، أي ما يعادل حوالي 200 ألف يورو اليوم)". هذه الكلمات تشير إلى تأثير المال وضغوط الأندية الكبيرة على القرارات التحكيمية.
ورغم الضغوط، فإن باكو لم يكن مستعدًا لدفع الرشوة قبل المباراة. حيث أوضح أنه كان يفضل انتظار نتيجة المباراة أولًا قبل دفع المبلغ المتفق عليه، وأخيرًا دفع الرشوة بعد أن ضُمنت نتيجة اللقاء، وهو قرار يشير إلى التوتر والإحباط الذي كان يشعر به من هذا النوع من الممارسات.
الخسارة والتأهل
على الرغم من أن فالنسيا خسر تلك المباراة، إلا أنهم تأهلوا إلى الأدوار التالية، ولكن التجربة كانت درسًا قاسيًا لباكو رويج. يروي رويج كيف أنه اعتقد أن الأمور ستتحسن إذا ما تم دفع الرشوة، ولكنه انتهى بفقدان الثقة بحكام المباراة وبدوريه.
فضائح أخرى تهز أركان كرة القدم الإسبانية
لم تتوقف تصريحات باكو عند هذا الحد، بل أضاف: "كان ريال مدريد يدفع الرشاوى في كل مكان، وكان لدى برشلونة سمعة في شراء ساعات فاخرة للعديد من الحكام". وفقًا له، هذه الممارسات كانت شائعة ولم تكُن فريدة من نوعها، بل كانت تعتمد على من يدفع أكثر.
وروى واقعة أخرى حيث تمت الإشارة إلى شخص معروف ببيع وشراء اللاعبين، حيث عرض على حكم سابق مبلغ مليون بزيتا في حال فوز برشلونة، وهو ما يدل على مدى انتشار هذه الظاهرة في كرة القدم الإسبانية لعقود طويلة.
خاتمة
الكشف عن مثل هذه الحقائق يعكس طبيعة المنافسة الشرسة في عالم كرة القدم، حيث يمكن للمال والتأثيرات الخارجية أن تؤثر بشكل كبير على نتائج المباريات. إن حديث باكو رويج يعد بمثابة جرس إنذار للأندية ولعالم اللعبة بأسره، حيث يجب أن يتمتع الحكم بالحيادية والنزاهة للحفاظ على شرف اللعبة.
في النهاية، تبقى هذه التصريحات عالقة في أذهان الجماهير، ويجب أن يكون هناك وعي أكبر بممارسات قد تهدد مصداقية كرة القدم. هذا الحديث من باكو رويج هو مجرد غيض من فيض في عالم مليء بالقصص والفضائح، والكرة الآن في ملعب الأندية لتغيير هذه الصورة وإعادة بناء الثقة للجماهير.