برشلونة والمستقبل المالي: كيف يمكن لشركة "BLM" أن تعيد التوازن الاقتصادي للنادي؟
في عالم كرة القدم، تعد الأوضاع المالية للنادي من الأمور الهامة التي تتطلب إدارة حكيمة واستراتيجيات مبتكرة لضمان الاستدامة والنمو. ولعل نادي برشلونة الإسباني، أحد أكبر الأندية في تاريخ اللعبة، يواجه تحديات مالية كبيرة، لكن الرؤية المستقبلية لرئيس النادي، جوان لابورتا، قد تفتح أمامه أبواباً جديدة.
تأسيس "BLM": البداية الصحيحة
تأسست شركة "BLM" (Barça Licensing & Merchandising) في عام 2016 خلال فترة رئاسة جوسيب بارتوميو، وهدفها الرئيسي هو إصدار التراخيص والترويج لمنتجات برشلونة. ومن خلال هذه الشركة، استطاع النادي تحقيق أرباح متزايدة عاماً بعد عام، لتصبح بمثابة المصدر الرابع للدخل بعد بيع حقوق الرعاية، وحقوق البث التلفزيوني، وتذاكر المباريات. وهذا يعكس مدى أهمية الاستغلال الفعال للعلامة التجارية للنادي.
استراتيجية لابورتا: الحفاظ على "BLM"
يدرك لابورتا جيدًا أهمية شركة "BLM"، ولهذا السبب يتوخى الحذر في اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبلها. فعلى الرغم من حصوله على موافقة أغلبية المساهمين في النادي قبل عامين على بيع 49.99% من حصة النادي في "BLM"، إلا أنه لم يُقدم على هذه الخطوة بسبب القلق من الخسارة المحتملة لقيمة حقيقية تُقدّر بما بين 500 إلى 700 مليون يورو.
الإيرادات المتزايدة: من 110 ملايين إلى 200 مليون يورو
تشير التقارير إلى أن إيرادات "BLM" قد حققت 110 ملايين يورو في الموسم الماضي، مع وجود هدف طموح للوصول إلى 200 مليون يورو في الموسم الواحد. هذا الهدف يتطلب استراتيجيات فعّالة، خاصة في ظل تواجد برشلونة في صدارة الأندية الأكثر مبيعًا للقمصان في أوروبا.
الشراكات الاستراتيجية ودورها في تعزيز الإيرادات
بالإضافة إلى ذلك، أبرم النادي اتفاقية جديدة مع شركة "نايكي" الأمريكية لتجديد عقد رعاية القميص حتى عام 2028، مما يعكس قوة العلامة التجارية للنادي وقدرته على جذب الشركات الكبرى للاستثمار فيه.
الطريق إلى النجاح المالي
لا يخفى على أحد أن برشلونة قد واجه صعوبات مالية بسبب تداعيات جائحة كورونا، لكن نظرة لابورتا الطويلة الأمد لشركة "BLM" تجعل الأمل في تحقيق الانتعاش المالي قريب المنال. إذا استمرت الشركة في النمو وتعزيز مداخيلها، فلن يكون هناك حاجة لبيعها جزئيًا أو كليًا، مما سيساعد في تحسين الأوضاع المالية للنادي بشكل ملحوظ.
الخاتمة
يتضح أن إدارة برشلونة تحت قيادة جوان لابورتا تسير بخطى مدروسة نحو تحقيق الاستقرار المالي. فمع التصميم على الاحتفاظ بشركة "BLM"، والاستفادة من قوتها المتزايدة، يتطلع النادي لتحقيق نجاحات جديدة على المستويين المالي والرياضي. لذلك يبقى الأمل قائمًا في أن تستمر هذه المؤسسة في تقديم أفضل النتائج للنادي وتحقيق الأهداف الطموحة التي وضعها لابورتا.