حالة من التوتر تُخيّم على ريال مدريد بعد التعادل في ديربي مدريد
يعيش نادي ريال مدريد الإسباني في ظروف تتسم بالتوتر والقلق، وذلك بسبب الأداء المُقلق للفريق منذ انطلاق الموسم الحالي. في آخر مباريات الدوري الإسباني، كان ديربي مدريد، الذي جمع الريال بأتلتيكو، بمثابة تجربة جديدة لقياس نبض الجماهير وتوقعاتهم للأداء.
على ملعب «واندا متروبوليتانو» يوم الأحد الماضي، دخل ريال مدريد المباراة عازمًا على تحقيق انتصار يعزز مكانته في الجدول. وقد نجح اللاعب فينسيوس جونيور في تسجيل هدف التقدم لفريقه، مما أضفى طابعًا من التفاؤل على مشجعي الفريق. ولكن، وكما هي العادة في كرة القدم، سرعان ما تغيرت الأوضاع في اللحظات الحاسمة من المباراة، حيث استطاع أنخيل كوريا انتزاع التعادل لأتلتيكو ليُنهي اللقاء بالتعادل 1/1.
وتسجل شبكة "ريليفو" انزعاج بعض الأصوات القيادية داخل النادي من الأداء الإداري للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي. حيث تشعر هذه الأصوات بأنه كان من الممكن للفريق أن يقدم أداءً أفضل بكثير، نظرًا للموارد الجيدة المتاحة للمدرب.
تتجلى الشكوك بشكل واضح في قرارات أنشيلوتي خلال الدقائق الأخيرة من ديربي مدريد. ففي قرار مثير للجدل، استبدل كل من لوكا مودريتش ورودريجو باللاعبين لوكاس فاسكيز وفران جارسيا، وهو ما أثار تساؤلات حول إدارة المباراة وتوزيع اللاعبين. حيث كان يُنظر إلى أن التغييرات لم تكن مثالية للحفاظ على الأداء الدفاعي والهجومي للنادي.
وعلى الرغم من الاتهامات التي طالت أنشيلوتي، إلا أنه دافع بحماس عن خياراته بعد المباراة، مشددًا على أنه سيختار نفس التغييرات إذا أتيحت له الفرصة، وذلك في ظل غياب العديد من الخيارات على دكة البدلاء. ورغم عودة صانع الألعاب التركي أردا جولر، إلا أن أنشيلوتي لا يزال يعتمد بشكل كبير على مودريتش، وهو ما يثير قلق إدارة النادي بشأن إمكانية تعرض اللاعب للإصابة بسبب كثرة اللعب.
إضافةً إلى ذلك، تزايدت الشكوك حول قدرة أنشيلوتي على إدارة فريق يواجه تحديات الأحمال البدنية والتدوير بين اللاعبين بطريقة تتفادى الإصابات. على الرغم من أن هناك حالة من الثقة بقدرته على إحداث تغيير إيجابي على مر الزمن، إلا أن الضغوط تتزايد بشكل ملحوظ في سانتياجو برنابيو. حيث يتطلع المشجعون إلى تحسين النتائج والأداء في الفترة المقبلة، كما فعل أنشيلوتي في السابق بتحقيقه لقبي الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
على صعيد الجدول، يقع ريال مدريد في المركز الثاني حاليًا برصيد 18 نقطة، يفصله عن برشلونة المتصدر ثلاث نقاط. وفي سياق التحضيرات المقبلة، يستعد الفريق لمواجهة نادي ليل الفرنسي في دوري أبطال أوروبا، وانتظار نتيجة الجولة الثانية من البطولة بعد تحقيقه انتصاره الأول في المباراة السابقة على شتوتجارت الألماني.
في الختام، يبقى ريال مدريد في تجاذب بين الأمل والقلق، حيث تتطلع الجماهير إلى أداء يتناسب مع تاريخ النادي العريق، في ظل تطلعات فنية وإستراتيجية واضحة تجعلهم في مصاف الأندية الكبرى الأوروبية. كيف سيتعامل أنشيلوتي مع هذه التحديات ويعيد الثقة لجماهيره؟ هذا ما سنترقبه في المباريات القادمة.