البرتغالي فيتور بيريرا: حكاية مدرب يعيش في صراع دائم بين العمل والحياة الشخصية
يمر البرتغالي فيتور بيريرا، المدير الفني لفريق الشباب السعودي، بأوقات صعبة تكشف عن جوانب إنسانية في حياته. منذ توليه مسؤولية الفريق في فبراير 2024، بدأ المدرب البالغ من العمر 56 عامًا رحلة جديدة مليئة بالتحديات، بعد سنوات من العمل في عدة دول تشمل اليونان وتركيا وألمانيا والصين والبرازيل.
في حوار خاص مع "maisfutebol"، تحدث بيريرا بصراحة عن تجاربه مريرة، مشيرًا إلى أن رحلته في عالم التدريب كانت بدافع البحث عن المال. فقد غادر بلاده البرتغال بحثًا عن فرص جديدة، مؤكداً: "إذا كان الأمر ليس متعلقًا بالمال، لما كنت هنا في السعودية، بعيدًا عن عائلتي وأطفالي". تلك الكلمات تعكس صراع المدرب بين تحقيق الطموحات المهنية والارتباط بالعائلة.
الشغف والتضحية
على الرغم من اعترافاته بأن الدافع المالي هو ما دفعه للانتقال إلى بلدان جديدة، إلا أن بيريرا يدرك أيضًا أهمية الشغف في كرة القدم، حيث يقول: "الشغف هو ما يجب أن يسيطر على مشاعرنا تجاه اللعبة". ولكنه يشعر دائمًا بأن هناك شيئًا ينقصه. فعندما يتحدث عن كرة القدم، يتحدث عن الحماس والرغبة العميقة في تحقيق النجاحات، ولكن تلك النجاحات تأتي مع ثمن باهظ في حياته الشخصية.
تحديات الحياة اليومية
في معرض حديثه عن حياته اليومية، أكّد بيريرا أنه يعيش حالة من العزلة. فبرغم المال الذي يسعى لتأمينه، فإنه يفتقد الوهج والمشاعر المتعلقة بعائلته، حيث قال: "الكثير من الناس يعتقدون أن المال يجلب السعادة، انظروا لي. أنا أعيش وحيدًا ولم أشاهد أطفالي يكبرون". يصبح الانغماس في العمل نوعًا من الهروب من مشاعر الفقد.
روتينه اليومي يتكون من الاستيقاظ مبكرًا والذهاب لصالة الألعاب الرياضية، إثر ذلك يتوجه إلى تدريبات الفريق. ولكن ما يشعر به من فراغ في الحياة، يستدعي منه البحث عن بعض الأنشطة التي تملأ ذلك الفراغ، مثل محاولة إعداد بعض الأطباق البسيطة رغم عدم إتقانه للطبخ.
رسالة للأجيال القادمة
رغم الصعوبات، يحمل فيتور بيريرا رسالة مهمة لمن يسعى للوصول إلى النجاح عبر التضحيات، حيث يعبّر عن إيمانه بأهمية العمل الجاد في بناء مستقبل قوي. ومع ذلك، يحذر من خطورة العزلة والسعي وراء المال فقط، مشيرًا إلى أن التوازن بين العمل والحياة الشخصية هو المفتاح الحقيقي للسعادة.
إن تجربة بيريرا تعد دليلاً على الصراع الدائم الذي يواجهه العديد من المدربين والرياضيين، بين الطموحات المهنية والروابط الإنسانية. وفي الوقت الذي يسعى فيه لتحقيق الإنجازات في عالم كرة القدم، يبقى في قلبه شوقاً للحياة الطبيعية التي فقدها.
من خلال التأمل في حياة المدرب البرتغالي، ندرك انه بالرغم من أن النجاح قد يتطلب تضحيات، إلا أن هناك حاجة حقيقية لإيجاد توازن بين الطموحات والعائلة، لتجنب التهديدات التي قد تؤدي إلى الوحدة والعزلة.