هنري يشدد على ضغط المباريات وتأثيره على اللاعبين: تحليل شامل
سلط النجم الفرنسي الشهير تييري هنري، خلال تصريحات له مؤخرًا، الضوء على قضية حيوية تٌعاني منها كرة القدم الحديثة، وهي ضغط المباريات المتواصل الذي يتعرض له اللاعبون. هذا الضغط اقترب من الذروة هذا الموسم، وذلك نتيجة لتلاحم الموسمين الماضي والحالي، خاصة مع قرب انطلاق بطولة يورو 2024.
بيلينجهام كمثال حي
يشير هنري إلى نموذج بارز على هذه المشكلة، وهو النجم الإنجليزي جود بيلينجهام، لاعب نادي ريال مدريد. فقد خاض بيلينجهام 49 مباراة خلال الموسم الماضي، حيث كان له دور أساسي في تشكيل فريقه، بالإضافة إلى مشاركته الفعالة في قيادة منتخب إنجلترا إلى نهائي يورو 2024. وقد أسفرت كثرة المباريات عن تعرضه لإصابة عضلية جعلته يغيب عن الملاعب لمدة شهر كامل، مما أعاد الأضواء إلى النقاش الدائر حول ضرورة إعادة النظر في جدول المباريات.
تصرحيات المدرب الفرنسي
في تصريحات مثيرة، قال هنري لشبكة "سي بي إس" الأمريكية: "من الرائع أن نتحدث عن كمية المباريات، ولكنني أرى أن الأمر يحتاج إلى مراجعة عندما أكون مدربًا." وتابع موضحًا قلقه كمدرب سابق: "كلاعب، كنت أجد صعوبة في التعامل مع هذه الكثافة، فما بال، كمدرب، بمدى التأثير النفسي والبدني على اللاعبين."
علق هنري على حالة بيلينجهام قائلًا: "من الصعب أن يعتمد اللاعبون على مستوياتهم في موسم طويل ثم يأخذوا جزءًا من عطلتهم للعب مع منتخبات بلدانهم. هذا التتابع السريع قد يودي بمسيرة اللاعب، ويظهر كيف أن الضغط يمكن أن يحل دون الأداء المتميز."
الحاجة لنظام أكثر توازنًا
أكد هنري أنه على الرغم من حبه لمشاهدة المباريات المثيرة -مثل ميلان ضد ليفربول أو مانشستر سيتي ضد إنتر- فإنه يود أيضًا رؤية لاعبين متميزين مثل بيلينجهام قادرين على تقديم أفضل ما لديهم دون القلق من الإرهاق البدني. "لذا، كمدرب، قد تكون هذه الكمية الكبيرة من المباريات غير مثالية بالضرورة."
عودة الدوريات الأوروبية
مع نهاية فترة التوقف الدولية، تعود الحياة إلى الدوريات الأوروبية هذا الأسبوع. ومن المقرر أن تبدأ مسابقات البطولات الأوروبية الكبرى مثل دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي ودوري المؤتمرات الأوروبي الأسبوع المقبل. ورغم هذا التدفق المستمر من المباريات، فإن القلق لا يزال قائمًا بشأن كيفية تأثير ذلك على أداء اللاعبين المنتخبين.
القضايا القانونية حول ضغط المباريات
من جهة أخرى، يواجه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تحديًا قانونيًا حاليًا من جانب اتحاد اللاعبين المحترفين "فيفبرو"، والذي يسعى لإلغاء كأس العالم 2025 الذي سيضم 32 فريقًا، في خطوة تهدف إلى تخفيف ضغط المباريات على اللاعبين. هذه القضية قد تفتح نقاشات أعمق حول إعادة هيكلة المنافسات الرياضية بشكل يحفظ سلامة اللاعبين ويراعي صحتهم النفسية والجسدية.
خلاصة
إن تصريحات هنري ليست مجرد نقد لجدول المباريات، بل هي دعوة للتأمل في مستقبل اللعبة وما يجب أن تقدمه للجيل القادم من اللاعبين. فهل ستتجاوب الهيئات الرياضية مع هذه الدعوات لإعادة النظر في تنظيم المباريات بما يحقق التوازن المطلوب بين متعة المشاهدة وحفاظًا على صحة اللاعبين؟ سنكون في انتظار المزيد من التطورات في هذا السياق، ولكن من الواضح أن الحاجة لضغوط أقل والتوازن بين المتعة والأداء باتت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.